الأحد، 20 يوليو 2008

نجيب سرور


نجيب سرور

ولانة بحراوي احب ان يكون معي هنا في مدونتي لكي يذيدها شرفا

سر الكلمة
((( - قبرتى .. لا يعلو شىء فوق الكلمة كانت مذ كان الإنسان كانت أول .. كانت أعظم ثورة ! كانت تعلو منذ البدء على الأسوار تسخر من كل الحراس تخرج مثل شعاع الفجر وهم نوام خرجة " بطرس " يوم أفاقوا حاروا " أين الكلمة " ؟ خرجت تأسو كل جراح الناس أو " كمحمد " .. ليلة شاءوا يا قبرتى قتلهثم أفاقوا حاروا " أين الكلمة " ؟ خرجت تمشى بين الناس الدعوة وكسقراط .. شرب السم ولكن عاشت منه الكلمة " اعرف نفسك " أو كيسوع .. مات ولكن أسلم للأجيال الكلمة " اللّه محبة " وكأخناتون قد أكلته النار ولكن .. عاشت رغم النار الكلمة .. أبدا لم يحرقها الكهنة ومشت بين الناس " سلام يا آتون ! " هل يمنع سد هذى الموجة .. من أن ترقص فوق الشط ؟ ! دوما سوف يزول السد لترقص فوق الشط الكلمة هذا يا قبرتى سر الكلمة ! ! )))
(((كانوا قالوا: إن الحب يطيل العمر .. حقا، حقا.. ان الحب يطيل العمر! حين نحس كأن العالم باقة زهر، حين نرق كبسمة فجر، حين نشف كما لو كنا من بلور، حين نقول كلاما مثل الشعر، حين يدق القلب كما عصفور، يوشك يهجر قفص الصدر، كى ينطلق يعانق كل الناس))
هل سمعتم مثل هذا الكلام الجميل من قبل
و كان نجيب شخصية معقدة, و لكنها فى غاية الغنى و العمق, منطلقة و مرحة الى اقصى حد. كان لا يكف عن القاء النكت و القفشات الفورية، بنت الساعة. و حتى فى ذروة الجد و احتدام النقاش تفلت رغما عنه, فينفجر الحاضرون بالضحك, و ينفرط عقد التزمت و الجدية
و لم يكن لنجيب سرور مثيل فى القاء الشعر..و شعره خاصة.و قد اجتمعت له ملكة الصوت الجهير العميق, المتوسط النبرة ما بين "الباص" و "التينور" مع القدرة على التحكم بمخارج الالفاظ التى اكتسبها عن دراسة فى المعهد العالى للفنون المسرحية بالقاهرة. و لم يكن يقرأ الشعر بل يمثله, مؤديا بصوته أدوار الشخصيات المختلفة إذا كانت القصيدة درامية, أو مختلف العواطف, اذا كانت القصيدة وجدانية. و حتى الأبيات العادية, التى ما كانت تحرك فيك أحاسيس قوية لو قرأتها بنفسك, كانت تنبض بالمشاعر الجياشة فى القاء نجيب سرور و بصوته المتفرد , و تهزك الى الاعماق
((("يا مصر يا وطنى الحبيب! يا عش عصفور رمته الريح فى عش غريب, يا مرفأى آت انا آت.. و لو فى جسمى المهزول آلاف الجراح.. و كما ذهبت مع الرياح.. يوما اعود مع الرياح.. و متى تهب الريح؟ أو هبت.. فهل تأتى بما يهوى الشراع؟ ها انت تصبح فى الضياع.. فى اليأس.. شاة عاجزة.. ماذا لها ان سلت السكين غير المعجزة؟)))
(((هل تصدقُ ما تقولٌ؟ -الأبُّ قال بأننى حتما أعودْ مَلِكاً على أرض البشرْ لتَسودَ فى الناس المسرةُ و السلامْ! -لو عدتَ.. منذاَ يعرفُكْ؟ -سأقول: جئتُ انا المسيحْ! -سيطالبونكَ بالدليلْ. -ستكونُ فى جيبى البطاقةُ و الجوازْ. -هذا قليل.. ما اسهلَ التزويرَ للأوراقِ فى عصرِ اللصوصْ. و لديهمُ (الخبراءُ) سوف يؤكدونْ أن الهويةَ زائفةْ! -لكنْ عليها الختمُ..ختمُ الأبّْ.. -يا بئسَ الدليلْ! سيؤكدُ الخبراءُ ان الختمَ برهانٌ على زيفِ الهوية! -سأريهمُ هذى الثقوبْ.. فى جبهتى -انظرْ- و فى الكفينِ, فى الرجلين.. جئتُ أنا المسيحْ! -سيقول لوقا: قالَ مرقصُ إنَّ متََّى قال يوحنَّا يقولْ: "فى البدء كانَ الأمرُ "إصلبْ و الآن صار الصلب أوجَبْ!" حتماً ستُصلبُ من جديد همْ فى انتظاركَ-كلُّ اتباعِكَ، قطعانُ اللصوص- همْ فى انتظاركَ بالصليبْ... ماذا؟ أتبكى؟ كلُّ شىءٍ مضحكٌ حتى الدموعْ! العصرُ يضحك من دموعك, من دموعى, عصرنا عصرُ اللصوصْ, بل أنتَ... حتى انت لصٌّ! لو لم تكن ما كان فى الأرض اللصوصْ! حتى أنا لصٌ.. ألم أخدع طويلا باللصوص؟)))))
حياة نجيب سرور كانت قصيرة لم تستمر أكثر من 46 سنة ولكنه قدم خلالها ما لم يستطع الكثيرون تقديمه في مئات السنين..كان عاصفة من الموهبة..كتب الشعر بالفصحى والعامية وله 9 دواوين أشهرها ديوانه العامي الممنوع من النشر وديوان "بروتوكولات حكماء ريش" اللى انتقد فيه مثقفي مصر..وألف أكثر من 15 مسرحية أشهرها "ياسين وبهية" و"منين أجيب ناس" وهي مسرحية كتبها في أسبوعين فقط أثناء احتجازه من قبل الحكومة بمستشفى الأمراض العقلية!!..بالإضافة لإخراجه 8 مسرحيات وقيامه ببطولة 4 مسرحيات أخرى وكتابته لعشرات المقالات والدراسات النقدية والأدبية اللى جعلته منه أحد أهم مثقفي ومبدعي مصر في فترة حياته القصيرة وحتى الآن.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

ما تعرض لة نجيب سرور وغيرة من شرفاء مصر فى محاولة منهم لاسترداد مصر المنهوبة
والثمن اللى دفعوة عشان ارائهم
يخلينا نعتز بشرفاء مصر اللى مش هيخلصوا